المستقبل الأخضر: مدير مركز سيداري: تطوير آليات العمل أهم أولوياتنا وتشجيع الشباب العربي على الابتكار في المقدمة
مركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا (CEDARE) منظمة دولية حكومية، ومؤسسة ذات جذور قوية يعود تأسيسه للاتفاقية المنشئة له 1992، ثم تشكيل مجلس أمناء في 1998، ومجلس الأمناء وافق على النظام الأساسي وأصبح للمركز الشخصية الاعتبارية القانونية الدولية كمركز مستقل، ودولة المقر مصر، حيث يتمتع المركز في مصر بالصفة الدبلوماسية
مؤخرا تم اختيار الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة السابق، مديرا تنفيذيا انتقاليا للمركز، لإعادة هيكلة المركز بما يتماشى مع الوضع الراهن في المنطقة ومتطلبات التنمية، بما يتطلب تحديث أهداف برامج المركز، وتقييم البرامج الحالية والأوضاع المالية، وتعزيز الجهود السابقة للمركز الذي جعلته حجر زاوية في العمل البيئي بالمنطقة
وقفة ومراجعة واستجلاء للجديد
فالمركز قائم منذ أكثر من 32 عام تقريبا كما يقول د.خالد فهمي، لذا يحتاج الأمر لوقفة ومراجعة واستجلاء للجديد، في العالم والمنطقة، سواء على مستوى الموضوعات والبرامج الرئيسية كالمياه والمعلومات والإدارة المستدامة، والبلاستيك والانتقال العادل للطاقة والاقتصاد الأزرق والاقتصاد الأخضر، كما ان مفاهيم التنمية المستدامة أصبحت أكثر عمقا وأكثر تجاربا، أما من ناحية الجيوسياسية، فالمنطقة في مرحلة حساسة جدا جدا تؤثر على استدامة البيئة، سواء البحر الأحمر والأبيض المتوسط وتصاعد الاتجاه إلى الجفاف وأزمة ندرة المياه، وتعمق الأبعاد الاجتماعية للاستدامة وعدم وجود فرص عمل للشباب، وعليه سيتم مراجعة مجالات عمل المركز وآلياته بهدف التغيير أو التعديل واستحداث أساليب وأدوات جديدة، والفترة الانتقالية هي محاولة لتصور شكل الإدارة القادمة وتحليل الوضع الراهن ونقاط القوة، والتحسين، والفرص والتحديات، والخروج بأهداف استراتيجية للمؤسسة ووضع خطة عمل، وخاصة تعبئة الموارد التي سيتم إضافتها أو تطويرها، وخطة التنفيذ، في إطار نظرة بعيدة المدى
ولكن فهمي الذي مارس العمل التنفيذي كوزير للبيئة في فترة مهمة في مصر، وكذا مستشارا وخبيرا في الكثير من الجهات الدولية لفترة كبيرة، لا يرى الانتظار العامين 2025-2026 المحددين في اجتماع اختياره من جانب مجلس الأمناء بدون عمل أو تغيير أو وضع خطط التطوير، لكن يؤكد فهمي أن هناك ثمار يمكن حصدها مبكرا، فالتعديل والتطوير سيتم أثناء العمل، خاصة في ظل التغيرات السريعة، وبالتالي العمل على المرونة أكثر
المهمة الأساسية
المركز له مقر رئيسي في القاهرة، وله الحق في إنشاء فروع أخرى في أكثر من دولة، وهناك فرع قائم في مالطا، وكان هناك فرع في المملكة العربية السعودية ولكنه يحتاج لتطوير وتجديد، حسب مدير المركز، ويجمع المركز الدول العربية كأعضاء والهدف الأساسي هو، إدخال البعد البيئي في التنمية، ووجود الدول الأوروبية يعطي مرونة، حيث يمكن إدخال الدول الأوروبية المعنية بحسب المشكلة مما يتيح الاستفادة بالخبرات والدروس المتراكمة
CEDARE، يعمل المركز بشكل أفضل كـ “مضاعف القوة”، في توفير القيادة والحوكمة لحماية البيئة من خلال بناء الموارد البشرية والقدرات المؤسسية، وتطوير البحوث التطبيقية والتقنيات الصديقة للبيئة، وكمحفز لتعزيز العمل التعاوني بين العالم العربي وأوروبا والمجتمع الدولي.
وبرامج عمل CEDARE تشمل برنامج إدارة الموارد المائية برنامج إدارة موارد الأراضي برنامج إدارة المعرفة برنامج النمو المستدام وبرنامج الحوكمة البيئية
آليات عمل المركز
آلية عمل المركز في الأساس لها عدة أوجه، دعم فني بكل نواحيه من تقديم استشارات فنية وتوفير بيانات ومعلومات، وبناء قدرات، ودراسات وأبحاث، وبعض الأحيان مشروعات تجريبية لاختبار قضايا أو إجراءات بعينها، خدمة للدول الأعضاء ويستهدف صانعي القرار والجهات التنفيذية، ويمكن الاستعانة والتعاون مع الجامعات والمنظمات الأهلية والقطاع الخاص، والهدف الأساسي الاستدامة البيئية وإدخالها كجزء ومكون رئيسي في قضايا التنمية
ويختلف هذا في النطاق الجغرافي عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لأنه يقدم رؤيته لصانعي القرار مباشرة، ويساعد صانعي القرار في تنفيذ بعض خططه وقراراته، ونتعاون مع العديد من المنظمات الدولية، حيث تعدت أنشطة العمل الدول العربية ووصلت للدول الإفريقية، وتم إنشاء شبكة عمل بهدف نقل الدروس المستفادة بين الدول الإفريقية وخاصة أنهم أشبه لنا في الدول العربية، وهذا يدعم مبدأ تعاون الجنوب- الجنوب
ومدير المركز د.خالد فهمي يؤكد أن المركز يقدم المشورة والدعم الفني، ولكن لا ينفذ مشروعات على الأرض فهذا ليس تخصصنا، ولكن نقوم به على المستوى الريادي، ولا يعمل على المستوى المحلي وقد يكون هذا مجال للتطوير الفترة المقبلة
نقل وتبادل الخبرات
المركز يهتم بنقل الخبرات والإخصاب المتبادل بين الخبرات، وهناك في فيما بين الدول العربية خاصة وقد وصل مستواها في بعض القطاعات وصلت إلى ما يضاهي أو يتقدم عما وصلت إليه الدول المتقدمة كالانتقال الطاقي، والحوكمة، وتحلية المياه، ونشر الطاقة المتجددة، ولدينا تجارب يمكن البناء عليها، في تبادل في المعلومات والبيانات، حيث نتعاون مع جامعات خارجية مثل جامعة مالطا، وكذا خبراء من الولايات المتحدة وغيرها، فالمركز قناة لنقل المعرفة والدروس المستفادة من الدول، خاصة دراسة التنفيذ، وكيفية التطبيق وتحويل المبادئ والنظريات لعمل مستدام مع أهمية خاصة لكيفية التطويع ليكون قابلا للتطبيق في المنطقة العربية أما الجانب العلمي فقطعا هناك توافق على الاستفادة من أي تجارب، مثل التعامل مع المخلفات الكيميائية والخطرة
ويؤكد د.فهمي، أن أغلب الأجهزة البيئية في الدول العربية استفادت من التجارب الخارجية سواء في الجانب الاستشاري أو التنفيذي، مصر كذلك استفادت من الخبرة الدنماركية في إنشاء جهاز البيئة، ومن الخبرة اليابانية في إنشاء كيفية قياس الملوثات، وتم الاستفادة من الخبرة الأمريكية في استراتيجيات حماية الهواء ويتم تحديثها عن طريق البنك الدولي، ولكن لابد أن يتم التطويع واستخلاص الملائم لكل دولة ولا تكون كدخيل على السياسات التنفيذية، مع مراعاة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والتوعوي، وبناء القدرة على هذا
برامج تشجيع الشباب العربي المبتكر
ومن ضمن ما يتم التفكير فيه حاليا حسب د.خالد فهمي هو إتاحة ونقل التكنولوجيا بين الشمال والجنوب، والأهم هنا وضع السياسات للتكنولوجيا ودعمها أما التطوير وتطويع التكنولوجي فيخرج عن مجالات عمل المركز
ويؤكد د.خالد فهمي هو أن هناك رؤية للتفكير في أفكار جديدة، كبرامج تشجيع الشباب العربي المبتكر، والبحث عن آليات التمويل، ولذا نخطط لوضع خطط عمل ومبادرات للتمويل
كما يمكن للمركز أن يقدم للدول الأعضاء من حيث البيانات والأبحاث ما يمكن أن يساعد في المشروعات الجديدة كالتحول إلى الطاقة المتجددة، ونفكر في التعاون مع الأجهزة والمنظمات والمراكز العاملة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة أو مواجهة أثار المناخ والحوكمة ونقل المعرفة سواء في مصر أو الدول العربية
وعن تأثيرات قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المنظمات الدولية، فأكد أنه لن يكون تأثير مباشر على مركز سيداري باعتبار أنه لا يوجد وسيلة عمل او اتصال مباشر بين المركز والإدارة الأمريكية أو أي من أجهزتها
رابط الخبر